صورة الدكتور حمد عبد العزيز الكواري

كلمات طيبة للدكتور حمد عبد العزيز الكواري

كتب الدكتور حمد عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة الأسبق في دولة قطر، في صفحته على إنستغرام (hamadaaalkawari)، بتاريخ 18 أكتوبر 2025م، هذه الكلمات الطيبة عن الأستاذ عمر عبيد حسنة ولقائه به في مناسبة زواج حفيده معاذ:

اللقاء بعد طول غياب
عرفتُ الشيخ الدكتور عمر عبيد حسنة يوم كنتُ وزيرًا للثقافة، وكان آنذاك مديرًا لتحرير «مجلة الأمة» التي كانت تصدرها وزارة الأوقاف القطرية، فكان بحقّ من أعمدتها الفكرية، ومن الذين أغنوا المشهد الثقافي والفكري في قطر.

كنتُ ألتقيه بين حينٍ وآخر، فأستمتع بثقافته الإسلامية المستنيرة، وعمق نظره في قضايا الفكر والدعوة والتجديد.. وكان قلمه في «الأمة» يشهد على صاحبه: أسلوبٌ رصين، ولغةٌ ثرية، وأفكارٌ متماسكة، تنساب كجدولٍ صافٍ يروي العقل والوجدان معًا.

ومنذ أيامٍ، شاء الله أن ألتقيه مجددًا في زواج حفيده، ابن أخينا العزيز الدكتور مازن حسنه، فكان اللقاء لقاءَ حنين ووفاء، بعد فراقٍ طال فرضه التقاعد ومشاغل الحياة وتفرغه للقراءة والكتابة.

حديثه لا يزال كما عهدته، مشرقًا بالحكمة، مشحونًا بالتجربة، وعينيه تشعّان بمحبة المعرفة.

سعدتُ غاية السعادة بلقائه، وخرجتُ وأنا أتمتم في نفسي:
«طوبى لمن أفنى عمره في خدمة الفكر، وجعل من قلمه منارةً تهدي العقول إلى سواء السبيل».

أتمنى له تمام الصحة، وطول العمر، واستمرار العطاء.

هذا «المشروع الثقافي»

أو هذه «الأعمال الفكرية» التي أخذت موقعها اليوم على «الإنترنت»، إنما هي اجتهادات فكرية، أو فقهية، بالمعنى العام للفقه، الذي يعني، فيما يعني: «الفهم والوعي والإدراك للكون ونواميسه وسننه، وفقه تسخيرها ومن ثمّ كيفية التعامل معها، وذلك بمغالبة سنة بسنة وقدرٍ بقدر أحبّ إلى الله»، وليس بالمدلول الاصطلاحي، الذي يعني: «استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية».

ولعلنا نقول: إنها مجرد فتحٍ لملفاتٍ تكاد تصبح غائبة أو غائمة أو مغيَّبة أو مسكوتاً عنها، في محاولةٍ لاستدعائها إلى ساحة التفكير والبحث والحوار والمدارسة وحتى المجادلة، واستنهاض الهمم لمناقشتها وتمحيصها واستخلاص عبرها.

هذه الاجتهادات والاستدعاءات لبعض القضايا والإشكاليات، التي هي بطبيعتها تستدعي ديمومة النظر فيها، تبعاً لتطور الحياة وتطويرها وتغير الاستطاعات، مناط التكليف ومحله؛ لذلك فهي تشكل ملفاً مفتوحاً على الزمن المتجدد المتطور، مرافقاً لرحلة الإنسان؛ ذلك أن النظر والاجتهاد فيها وتطويرها يشكل الوظيفة الأساس لعقله، وميدان تفكيره ورحلته العلمية وكشوفاته واستمرارية رؤية آيات الله في الأنفس والآفاق، استجابة لقوله تعالى: ﱡ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّﱠ (فصلت: 53).

غلاف الكتاب

القرآن.. معيار الحضارة الإنسانية

هذا الكتاب.. تفكّرٌ في كتاب الله وآياته، في الأنفس والآفاق، يمكّن من قراءة الماضي، وفقه الحاضر، وإبصار آفاق المستقبل.. ويؤكد أن:

  • القرآن هو الحكم والمعيار الحضاري، دون سواه.
  • القرآن معجزة حضارية.. خالدة على الزمن.
  • القرآن محور حضارة الأمة، ومبعث فاعليتها الفكرية والثقافية.
  • القرآن قدّم قراءة تاريخية نقدية لحضارات الأمم؛ لتكون عبرة لأمة الرسالة الخاتمة.
  • القرآن حذّر أمة الرسالة الخاتمة من الآبائية «بَطَر الْحَقِّ» أخطر علل الحضارة تاريخياً، التي تتجدد أشكالها.. وحقيقتها واحدة.
  • إسلامنا هو «إسلام القرآن».. وإسلام بيانه «السنّة».. و«إسلام الاجتهاد» وسيلة تحقيق خلود القرآن، في واقع الناس.
  • السنن الإلهية هي القوانين والأقدار، التي تحكم الحياة والأحياء، واكتشافها سبيل تسخيرها.
  • الإنسان ليس خالقاً للسنن، وإنما مكتشفاً لها.. وغاية فاعليته مدافعة سنّة بسنّة، ومغالبة قدر بقدر.
  • النبوة الخاتمة عالمية الخطاب، إنسانية الرسالة، مجتمعها مفتوح، وليست حكراً على أحد.
  • إغلاق باب الاجتهاد تعطيل لوظيفة العقل، ومحاصرة لخلود القرآن.
  • النقد شريك في البناء والتصويب والتسديد، وحماية من تحريف الْغَالِينَ، وانتحال الْمُبْطِلِينَ، وتأويل الجاهلين.

بشائر وبصائر

إطلالة ثقافية على «المشروع الفكري» لعمر عبيد حسنه [1]

كمال الدين جعفر عباس

الإعلان الثقافي لانطلاق «المشروع»

«بشائر.. وبصائر».. إطلالةٌ ثقافية، ونافذةٌ فكرية على جوانب من ركائز «المشروع الفكري» للأستاذ عمر عبيد حسنه، كما يتجلى في كتبه ومؤلفاته، التي بلغ عددها نحو سبعين إصداراً، مطبوعاً ومنشوراً.

وهي إضاءاتٌ على الطريق، يُرجى لها أن تسهم إسهاماً جاداً في إنارة الدرب الموصل إلى إبصار ما يمكن إبصاره من ملامح «المشروع» ومعالمه، ومقومات بنيانه، ومن ثمّ إدراك ما يمكن إدراكه مما يتوفر عليه من إمكانات النظر والبحث في المسائل، وأدوات التحليل للظواهر والمشكلات، ومنهجية الدراسة لأسباب الخلل ودواعي التقصير وعوامل القصور، ونمط التفكير في طرح المعالجات واقتراح الحلول المناسبة، في ضوء معرفة الوحي، في الكتاب والسنة، ومتغيرات العصر وظروفه.

كما يُرجى لها أن تشكل دليلاً هادياً إلى سبل التوغل في أعماق «المشروع»؛ لاستخراج ما يمكن استخراجه منه مما يزخر به من أفكار ورؤى، ومحاولة بثها، والعمل على إشاعتها؛ مساهمة متواضعة في نشر الوعي، وبناء الجيل، وإحياء الأمة، وإيقاظها من سباتها، وإعدادها من جديد لمرحلة البناء والارتقاء والنهوض المنشود.

اقرأ المقال في الداخل

Hero Side Image

مراجعة وتوضيح

«الأعمال الفكرية» وليس «الأعمال الفكرية الكاملة»

الحمد لله، الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير، وبعد:

فلو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما كنت أطلقت على مشروعي الفكري عنوان: «الأعمال الفكرية الكاملة»، ولاقتصرت على عنوان: «الأعمال الفكرية» أو «مجموعة الأعمال الفكرية»؛ لأن «المشروع» بطبيعته يشكل ملفاً مفتوحاً، ممتداً ومتجدداً، وبالتالي فلا يُوصف بالاكتمال، كما أنه فعل بشري يعتريه النقص والقصور والنسيان والخطأ والغفلة والنسبية، كما يقع تحت تأثير حواضن الزمان والمكان، لذلك فلا يُوصف بالكمال، ذلك أن الكمال لله وحده.

عُمر عُبَيد حَسَنة

ذو الحجة 1442هـ/ يوليو 2021م

مدونات عمر عبيد حسنه